الخميس، 13 أبريل 2017

خطايا أنشيلوتي حطمت إرث غوارديولا وتهدد مستقبل بايرن ميونيخ

تلقى بايرن ميونيخ صدمة لم تكُن بالحسبان وسقط الفريق بملعبه أمام ريال مدريد بهدفين لهدف كي  يتلقى كبرياء البافاري صفعة لم تكُن بالحسبان خاصة إذا ما تذكرنا الشوط الأول الذي كان فيه المضيف هو المتسيد لكن القدر والأخطاء الفردية اختارا أن تتعرى مشاكل موسم بايرن وتظهر للعلن بالشوط الثاني. 

بداية الحكاية:
لماذا خسر بايرن؟

تحدثنا بمواد تحليلية سابقة عمّا حدث بلقاء بايرن وريال مدريد وأسباب هزيمة البافاري لكن ما نود الحديث عنه حالياً هو حكاية الهزيمة أو مسار بطل ألمانيا هذا الموسم الذي انتهى عند حدود السقوط أمام ريال مدريد بهذا الشكل. 

بعد 36 مباراة دون غياب اختار ليفا التوقيت الأسوأ كي يكذّب مقولة رومينيغيه الذي تحدث سابقاً "لسنا بحاجة بديل لليفا، ليفا مثل غيرد مولر غير قابل للإصابة" وأضاف هوميلس طعنة ثانية في جسد بايرن مع إصابة التمارين قبل أن يوجه مارتينيز الضربة القاضية لفريقه بتكراره شيئاً سبق له أن تدرب عليه لكنه لم ينجح بتحقيقه! 

نقطة تحول:
الغياب أصبح مؤثراً في بايرن!:

طوال الموسمين السابقين لعب بايرن بمعدل "7 غيابات في كل مباراة" لكن رغم ذلك قدم البافاري موسماً بغاية الروعة في سنة رحيل غوارديولا ورغم سقوط الفريق بالنهاية إلا أن الجميع اتفق على روعة ما قدمه بطل ألمانيا. 
أمام ريال مدريد ارتبك بايرن بسبب غياب هوميلس وليفاندوفسكي لكن أمام يوفنتوس الموسم الماضي تفادي بيب السقوط رغم غياب 4 قلوب دفاع عنه والسبب ببساطة أن غوارديولا بمداورته كان يحسب دائماً أسوأ الاحتمالات الممكنة حتى عوّد كيميش وألابا على اللعب بهذا المركز كحل إسعافي لإنقاذ الفريق كي يتلقَ هذا الثنائي أهدافاً أقل من مثلث الجبروت "بونوتشي- بارزالي- كيليني" الذي ودع البطولة أمام فريق مفضوح بالغيابات.

علامة فشل:
سوء تخطيط ومداورة:

يتفق الكثيرون على أن ليفاندوفسكي هو أفضل رأس حربة بالعالم اليوم لكن هذا لا يعني أن تتخلى عن فكرة ضم بديل له خاصة وأن الدوري الألماني غني بالمهاجمين المميزين مثل فاغنر وموديست وغوميز وكروزة عدا عن التخلي عن بيتزارو وغرين بالسنتين الأخيرتين وبالنهاية ليفاندوفسكي هو إنسان قابل للتعرض للإصابة بأي وقت وعدم التفكير بإمكانية غيابه عن مباراة كهذه هو خطأ لا يُغتفر. 

ما ميز بايرن بعهد بيب هو أنه لم يكُن يعتمد على 11 لاعب فلطالما استعان المدرب بلاعبين قدموا مستوى بالقمة ولنا أن نذكر الدور الذي لعبه كومان أمام يوفنتوس حين قلب النتيجة بفضل أدائه الرائع عدا عن الألق الكبير الذي كان يظهر عليه مولر الذي بات خيالاً للنجم الملقب بالدبور إضافة لذلك كان بيب يحضّر بمراحل كثيرة من الموسم لفرضية غياب ليفا ويشرك مولر بمركز رأس الحربة ببعض المباريات ليكون جاهزاً بأي لحظة كما لم يعُد كيميش قادر على حجز مكان له حتى بنصف عدد المباريات التي لعبها وهو ما جعل اللاعب يتذمر على دكة البدلاء.

ببساطة علينا أن نسأل أنشيلوتي عن سبب قبوله بمستوى ألونسو المتراجع هذا الموسم وظهور انعدام لياقته بالشوط الثاني بشكل واضح بسيناريو تكرر كثيراً منذ أكتوبر الماضي حتى الأمس، كما لابد أن نسأل عن مصير مستقبل عملية تأهيل ريناتو سانشيس "الموهبة الأفضل بأمم أوروبا الماضية" والذي كان من الممكن أن يقلب حسابات لقاء كهذا لو أضاف قوته البدنية ومهارته على الوسط بوقت بدا فيه بايرن كالميت في الشوط الثاني باستثناء نوير الذي جعل من البافاري "فريق المنقذ الواحد"، كما لابد أن نفكر بحال كيميش وكيف تحول من لاعب بأفضل تشكيلة لأمم أوروبا إلى شاب لا يعوّل عليه مدربه إلا نادراً، وما بين كل هذه التساؤلات من الصعب ألا نتذكر كيف كان بيب يعطي الفرصة للجميع كي يكون جاهزاً لهذه المواعيد الكبرى وهذه النقطة بالتحديد لم يعرف أنشيلوتي كيف يتحكم بها وخسر إدارة فريقه على مستوى المجموعة الكبيرة.

تطور القضية:
الأخطاء ظهرت بحضرة المدريديين:

إلى جانب اضطرار مولر للعب بمركز لا يحبه وهو رأس الحربة وتواجد ألونسو الذي يعرف الجميع أنه لا يقدم المستوى المأمول ويرتكب أخطاء كثيرة منذ بداية الموسم كرر مارتينيز ما كان يحاول فعله مرات كثيرة هذا الموسم، لو عدنا بالذاكرة للقاء بايرن وليفركوزن ذهاباً يمكننا أن نذكر بأن الإسباني ارتكب خطأين جسيمين أبعد من خلالهما هدفين لكن لحسن حظه كان الحكم نائماً بعيداً عن مناطق بايرن الخلفية وأنقذ مارتي فريقه دون عقوبة. 
بعد هذا التصرف كان لابد للمدرب أن يتدخل ويطلب من اللاعب تخفيف تهوره الذي شاهدناه لمرات عديدة يتكرر بأخطاء لا تعكس القدرات الرائعة التي يمتلكها أحد أبرز نجوم فريق ثلاثية بايرن قبل 4 سنوات، وأمام الريال أظهر مارتي كل المساوئ التي لديه وحصل على إنذار مجاني أول بعد أن أراد الخروج لوحده بالكرة بين كوكبة مدريدية لينتهي به الحال بارتكاب خطأ حصل على إثره على الإنذار الأول ومن ثم اختار التدخل بتهور على رونالدو بالقرب من منتصف الملعب وكأنه يقوم بمطالبة الحكم بإخراج البطاقة الحمراء كي يغادر الملعب ليترجم سوء تعامل المدرب مع التهور الذي كان يُظهره طوال الموسم لتظهر هنا مشكلة كارليتو الإضافية فبالوقت الذي كان يخطط فيه لإيقاف سلسلة أخطاء ألونسو بات مضطراً لإيجاد بديل للدفاع فلم يفكر حتى بالتحول لطريقة 3-5-1 بل قضى على وسط فريقه وخسر الزيادة العددية التي كان يملكها بالمحور وأخرج ألونسو ليلعب مشلولاً بالدفاع مع غياب مارتي وبالوسط مع خسارة لاعب وبالهجوم مع وجود مولر الذي لم يتمكن من تسديد أي كرة طوال التسعين دقيقة!

مجرد رأي:
المعركة لم تنتهي لكن الإصلاح مطلوب:
بالتأكيد لن يكون من السهل على بايرن العودة بالتأهل من مدريد لكن بحال عاد ليفا وتمكن هوميلس من تسريع علاجه والانضمام للفريق قد يظهر البافاري بصورة أفضل حتى مما قدمه بالشوط الأول في آليانتس آرينا خاصة إذا ما اختار أنشيلوتي اللعب بجرأة والانطلاق للأمام فإن هذا قد يُربك المدريديين ويوصلهم لحد المقصلة لكن حتى لو تم ذلك يبقى على الإدارة ألا تنسَ ما حدث بلقاء الذهاب وتعمل على ألا تضع نوير بموقف أشعرنا به كأنه عاد ليحرس عرين شالكه أمام مانشستر يونايتد الذهبي قبل 6 سنوات!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق