الجمعة، 14 أبريل 2017

التاريخ يُكتب في ميلان.. هل تعود أمجاد الدوري الإيطالي؟

انتهت يوم الخميس حقبة مضيئة من تاريخ نادي ميلان الإيطالي بعد إتمام صفقة بيعه من شركة "فينينفست" القابضة والتي تسيطر عليها عائلة رئيس الوزراء السابق سيلفيو بيرلوسكوني وتديرها ابنته مارينا الى مستثمرين صينيين. 
حقبة بدأت مع القطب الإعلامي بيرلوسكوني عام 1986 وتوج خلالها ميلان بلقب الدوري 8 مرات، ودوري ابطال اوروبا 5 مرات (من أصل 7 مرات في تاريخه)، آخرها عام 2007.


كم هي صعبة تلك اللحظة، 29 لقباً أحرزوا في 31 عاماً لتنتهي القصة الجميلة التي "تشوّهت" كثيراً في السنوات الأخيرة بسبب الأوضاع الإقتصادية التي مرّ بها النادي مما إنعكس سلباً على نتائجه المحلية وغيابه لأكثر من عام عن الساحة الأوروبية.



ذهب بيرلوسكوني وأتى الصينيون ليعطوا القليل من الأمل لدوري تراجع وللأسف كثيراً عن سابق عهده، ففقد مقعداً له في دوري الأبطال لصالح الدوري الألماني، وإنحصر اللقب في الأعوام الماضية مع يوفنتوس، في ظل منافسة "موقتة" لكل من روما ونابولي.
فعلياً يعاني الدوري الإيطالي من هجرة رؤوس الأموال منه الى الدوريات الآخرى أبرزها الإنكليزي والإسباني وبالتالي تجمّع فيها النجوم الكبار، مما أعطاها دافعاً اقتصادياً كبيراً والدليل على ذلك الصفقات الكبيرة التي تعقدها هذه الفرق في الفترة الأخيرة، ومثالاً على ذلك ناديي ريال مدريد وبرشلونة في اسبانيا وأندية مانشستر يونايتد وسيتي وتشيلسي في انكلترا.
اليوم نادي ميلان وملّاكه الجدد يكتبون التاريخ، أحد الملاك الجدد صرّح قائلاً: "اليوم هو يوم مهم. نفتح صفحة جديدة في التاريخ الأسطوري لميلان"، صفحة جديدة لن تكون فقط في مدينة ميلانو بل ستمتد لكافة الفرق الإيطالية.


والتحدي الكبير أن تبدأ مع الاستثمار الصيني حركة جديدة هدفها تفعيل الأندية الايطالية من حيث القدرة الشرائية لتتمكن من تدعيم صفوفها بنجوم كبار، قادرون على جذب المشاهدين من حول العالم اولاً، فتتحرك عجلة الدوري، وتعود فرقه للتألق اوروبياً ويتأثر بالتأكيد المنتخب إيجاباً من خلال تطور اللاعب الإيطالي، وذلك يترافق مع تطوير الملاعب والبنى التحتية.
هذه التجربة بدأت في فرنسا مع وصول القطري ناصر الخليفة الى نادي باريس سان جيرمان، لكنه للأسف بقية يتيمة حيث لم ينضم الى هذا المشروع أي متمول عربي أو صيني او حتى أميركي، وذلك يعود لعدة أسباب ربما منها عدم إمتلاك الدوري الفرنسي لتاريخ "مجيد" كما جيرانه الاوروبيين.



أمّا في إيطاليا، فهناك إمكانية أكبر لتحقيق هذه "المخطط" إذا صحّ التعبير، نظراً لأهمية الدوري الإيطالي التاريخية، لكن هذا الأمر لا يكفي حيث على المسؤوليين الإيطاليين التحرك من هذه اللحظة للعمل على جذب المتموليين من خلال تسهيلات كثيرة في القوانين الإيطالية وتشجيع الإستثمار، للإستفادة على الأقل من "الهجمة" الصينية على كرة القدم في الفترة الأخيرة.
بلغة الأرقام، حقق إنترميلان آخر بطولة اوروبية (دوري ابطال اوروبا) لاحد الاندية الايطالية عام 2010 مع المدرب جوزي مورينيو وغاب بعدها الفريق عن الواجهة نهائياً كما هي حال ميلان الذي حقق لقب دوري الابطال عام 2007، يبقى جوفنتوس الوحيد المتواجد على الساحة وهو وصل في 2015 الى النهائي قبل ان يخسر امام برشلونة.
المهمة ليست سهلة أبداً على ملّاك ميلان الجدد، الوصول الى دوري ابطال اوروبا عام 2018 بحاجة لصرف الكثير من الأموال، وعليهم أن يدركوا منذ الان أن الاستثمار هذا قد لا يكون مربحاً لهم، لكن الجمهور الإيطالي يعوّل عليه ليكون بداية لتاريخ جديد... فهل تنجح التجربة الصينية ام تتكر التجربة القطرية "الفاشلة" في فرنسا؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق