ليست المرة الأولى التي يحضر فيها في جونزالو هيجواين في مواجهة برشلونة، المهاجم الأرجنتيني يعرف البرسا جيداً بحكم ارتدائه قميص ريال مدريد في 7 مواسم متتالية سطرت اسمه بشكل بارز في عالم كرة القدم الأوروبية والعالمية.
هيجواين الذي بدأ محبوباً ومقرباً من قلوب عشاق ريال مدريد في المواسم الثلاث الأولى بالتحديد، تراجعت شعبيته تدريجياً وبدأت تظهر حالة تململ واضح منه، الأسباب عديدة منها إهداره للانفراد الصريح أمام الشباك الفارغة بعد تخطيه هوجو لوريس في مواجهة أوليمبيك ليون في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا 08\2009 ، مروراً بمستواه الغير مقنع في معظم مواجهات برشلونة.
هيجواين شكل عقدة لبعض جماهير الريال فخلال العديد من المباريات الحساسة ضد برشلونة أهدر فرص سهلة جداً أمام المرمى، فرص كانت كفيلة بأن تضع ريال مدريد في موقف أفضل في مواجهات الغريم الذي حقق تفوق واضح في مباريات تلك الحقبة.
تسجيل 3 أهداف في 18 كلاسيكو نتائج ليست مشجعة لمهاجم بحجم ريال مدريد (9 فقط منهم كأساسي) ، لكن ما زاد من المعتقد بأن هيجواين مهاجم سيء وهش نفسياً هو إهداره لبعض الفرص السهلة في المواجهات الحساسة لمنتخب بلاده الأرجنتين مثل نهائي كأس العالم 2014 ، نهائي كوبا أمريكا 2015 ، مع إهداره فرص حاسمة أيضاً بقميص نابولي مثل ركلة الجزاء في الدقائق الأخيرة من موسم 14\2015 والتي حرمت فريقه من العبور لدوري أبطال أوروبا في الموسم التالي.
طبعاً الحديث عن أن هيجواين هش على الصعيد النفسي أو لا يصلح للمواجهات الكبرى تكرس أيضاً في حقبة جوزيه مورينيو الذي كان يجلسه في الغالب على دكة البدلاء لصالح كريم بنزيما في مباريات القمة الحاسمة، لكن هل هيجواين 2017 هو نفس اللاعب الذي كان يواجه برشلونة قبل 5-6 أعوام؟
المهاجم الأرجنتيني مر بالعديد من المنعطفات منذ تلك الفترة أهمها كما قلت الخسائر التي تلقاها مع منتخب بلاده، ورغم أن اللحظات العصيبة التي عانى منها كفيلة بأن تنهي مسيرة أي لاعب إلا أنه عاد أقوى من السابق على ما يبدو.
لم يتخيل أحد بأن جونزالو، مهاجم نابولي سابقاً، يملك من قوة الشخصية والجرأة أن يواجه جماهير سان باولو الثائرة في وجهه والتي أرعبته بهتافاتها وتصفيرها ضده، لكن شخصية هيجواين كانت حاضرة للرد بقوة في الملعب مسجلاً هدفين، وهو أمر لم أتوقع شخصياً حدوثه.
لا يستهين أحد بما فعله هيجواين ضد نابولي، شخصية اللاعب وقدرته على التعامل مع الضغوط ستصبح أفضل بكثير من الماضي، ولا يستبعد أن نشاهد ذلك الليلة ضد برشلونة.
وفي الحقيقة ليس هذا فقط ما يمنح هيجواين الثقة ويجعله مهاجماً مختلفاً فقط، البيبيتا حطم أرقام قياسية هامة جداً في بضعة أشهر، أولاً أصبح ثاني لاعب في تاريخ الدوري الإيطالي يسجل 36 هدفاً خلال موسم واحد، وثانياً أصبح أول لاعب في يوفنتوس يسجل 20 هدف أو أكثر في الدوري في أول موسم له منذ عام 1958.
كما أن انتقال هيجواين بمبلغ 90 مليون يورو إلى يوفنتوس بما يجعله أغلى رأس حربة في التاريخ ساهم في تعزيز ثقته بقدراته، ناهيك عن قدرته على إسكات كل من انتقد المبلغ المدفوع فيه مع مرور الوقت.
الغمز واللمز حول هيجواين ومستواه في المباريات الكبرى واستحقاقه المبلغ المدفوع فيه لن يتوقف، وفي حال أراد الرد بقوة ومحو الذاكرة السيئة عنه فسوف يكون مطالباً بالتألق الليلة ضد برشلونة بالتحديد، تألق ربما كنا سنستبعده لو أقيمت هذه المواجهة قبل عامين من الآن، لكن لن نتوقعه الليلة حيث أن جونزالو الحالي يرتدي شخصية المحارب الذي لا يهاب أحداً في اللحظات الحاسمة، وهو ما كانت يفتقر له في الماضي.
جونزالو مصدر خطر حقيقي وكبير جداً على برشلونة فلا تستهينوا به…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق